بحـث
المواضيع الأخيرة
سوء موقف اليهود من دعوة الإسلام
صفحة 1 من اصل 1
سوء موقف اليهود من دعوة الإسلام
ربما كان سبب اعتقاد كثير من المسلمين أن اليهود أسوأ في العقيدة من النصارى، هو سوء موقف اليهود من دعوة الإسلام، ومن رسول الإسلام عليه الصلاة والسلام. كما يتجلّى ذلك في موقف يهود المدينة: بني قينقاع، وبني النضير، وبني قريظة. فهو موقف في غاية السوء والعداوة للدين الجديد، والنبي الجديد، رغم أنهم كانوا يبشرون قبل ذلك بنبي قد قرب زمانه، وكانوا يهددون جيرانهم من العرب -الأوس والخزرج- أنهم سيؤمنون به، وينضمون إليه، ويقتلونهم معه قتل عاد وإرم. ويبدو أنهم كانوا يظنونه من بني إسرائيل، فلما وجدوه من بني إسماعيل، منعهم البغي والحسد أن يؤمنوا به. وجاء في ذلك قول الله تعالى: {وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ * بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ أَنْ يَكْفُرُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ بَغْيًا أَنْ يُنَزِّلَ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ * وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا نُؤْمِنُ بِمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَيَكْفُرُونَ بِمَا وَرَاءَهُ وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَهُمْ} [البقرة: 89- 91]. ومع كفرهم برسالة محمد، فإن الرسول r بعد الهجرة، عاهدهم وأقام معهم اتفاقية تقوم على التعايش والتناصر معًا، وكتب معهم (الصحيفة) الشهيرة التي اعتبرها الكثيرون بمنزلة (الدستور) الذي يحدد العلاقة بينهم وبين المسلمين، كما يحدد علاقة المسلمين بعضهم مع بعض. ولكنهم سرعان ما غلبت عليهم طبيعتهم في نقض العهود، وتعدي الحدود، والكيد للرسول r وأصحابه والانضمام إلى الوثنيين في حربهم للرسول، حتى تحالفت بنو قريظة مع المشركين المغيرين على المدينة، الذين أرادوا استئصال شأفة المسلمين، وإبادة خضرائهم. وكان لا بد أن يقع الصدام بين الفريقين، الذي انتهى بجلاء بني قينقاع، وإجلاء بني النضير، وقتل مقاتلة بني قريظة، وقتال أهل خيبر. ونزلت آيات القرآن في سور: البقرة وآل عمران والنساء والمائدة والحشر وغيرها، تندد بموقف اليهود وشدة عداوتهم للمسلمين، كما في قوله تعالى: {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا} [المائدة: 82]، في حين تبين قرب مودة النصارى للمسلمين، حيث تقول الآية نفسها: {وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ} [المائدة: 82]. ولهذا تجد الذين دخلوا في الإسلام من اليهود معدودين؛ نتيجة لتعصبهم وغرورهم وزعمهم أنهم شعب الله المختار، على حين دخلت شعوب كاملة من النصارى في الإسلام، مثل الشام ومصر وشمال إفريقية والأناضول وغيرها. ثم كان من كيد اليهود للمسلمين بعد ذلك ما يحفظه التاريخ، وما ترك أثره العميق في أنفس المسلمين. للدكتور يوسف القرضاوى |
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأحد 22 أغسطس 2010, 4:24 pm من طرف أمة الله
» أدعية رمضانية
الأحد 22 أغسطس 2010, 4:21 pm من طرف أمة الله
» معلومات رمضانية
الأحد 22 أغسطس 2010, 4:19 pm من طرف أمة الله
» كيف نستقبل شهر رمضان المبارك؟
الأحد 08 أغسطس 2010, 2:48 pm من طرف أمة الله
» الدين المعاملة(وصفة سحرية )
الأحد 25 يوليو 2010, 10:14 am من طرف أمة الله
» من مفسدات القلب
الأحد 25 يوليو 2010, 10:10 am من طرف أمة الله
» كيف نثبت لغير المسلمين سماحة الإسلام وأنه دين يسر ؟.
الأحد 25 يوليو 2010, 10:07 am من طرف أمة الله
» حكم الذبح عند سكنى بيت جديد
الخميس 22 يوليو 2010, 2:55 pm من طرف أمة الله
» ليلة النصف من شعبان
الخميس 22 يوليو 2010, 2:52 pm من طرف أمة الله